الاستاذ انيس الزين فى ظل غياب الدراما الاجتماعية عن الموسم الرمضاني لسنوات عديدة في التلفزة التونسية حتى الموجود منها تجد تركي...
![]() |
الاستاذ انيس الزين |
فى ظل غياب الدراما الاجتماعية عن الموسم الرمضاني لسنوات عديدة في التلفزة التونسية حتى الموجود منها تجد تركيزه منصبا على اجتماعيات غير موجودة وإن وجدت فهي شواذ ولا يمكن سحبها على الشارع التونسي، يظل مسلسل "النوبة 2" عملًا يقدّم دراما اجتماعية واقعية غائبة عنّا منذ سنين . هو مسلسل توثيقي لحياة الطبقة المتوسطة لفترة التسعينات " عشاق الدنيا" قدم شكلا ومضمونا شخصيات تونس العاصمة في عمل إبداعي, المبهر فيه ليس قوة السيناريو او حبكته او كادرات التصوير فقط وإنما طبيعية وواقعية شخصياته وأحداثه ,الحكاية بأحداثها عادية لدرجة الواقعية , من عاش تلك الفترة من أبناء جيلي والأجيال التي سبقتني يدرك قيمة العمل من الناحية السوسيولوجية فأنت لو دخلت المدينة في تلك الفترة وعاشرت ناسها واختلطت بهم كنت ستلتقي حتمًا بوجدي و قد تفكّر في اجتياز البلاد خلسة لإيطاليا بمساعدة كوجاك، وربما ستغرم بحبيبة و قد يعجبك ماهر برجولته واندفاعه وصوته ، وربما تتصادم مع برينڤا وستحلّ ضيفا في احد حفلات الأعراس ونستمتع بالربوخ وصوت لطفي الجرمانة والهادي حبوبة وصالح الفرزيط ومحمد الروج وغيرهم ,واقعية الشخصيات وتفاصيلها وتركيبة كل واحدة فيهم وتصرفاتها كفيلة بأن توصلك لاحساس أنّك التقيت بهولاء الناس في الحوم الشعبية وفي شوارع تونس وأزقّتها.
يبدو المسلسل وكأنه توثيق للعاصمة في التسعينات ،يشعر الواحد منّا وهو يتابع مسلسل " عشّاق الدنيا" كأنّه يتصفّح البوم ذكرياته التي مضى عليها نحو 30 عاما .
حقيقة هذا العمل من امتع واصدق الاعمال اللي قدمت فى تاريخ الدراما التونسية .
#أنيس_الزين