خواطر ضد القرف. إنه يدس لكم السم في ما تعتقدونه عسلا تابعت مقطعا من "كلام مسترسل" ألقاه بتعثر لطفي العبدلي تحت عنوان "مسرحية
خواطر ضد القرف.
إنه يدس لكم السم في ما تعتقدونه عسلا
تابعت مقطعا من "كلام مسترسل" ألقاه بتعثر لطفي العبدلي تحت عنوان "مسرحية"... أطنب فيه قدحا وذما في شخصية سياسية تونسية (عبير موسي) بكلام لا يليق بالسوقى فضلا على الفنانين حتى لو كانوا في أسفل درجات سلم القيم الجمالية.... وبدل أن يغادر الجمهور "المهزلة" انخرط فيها بالضحك واستجاب "للسخرية" بالقهقهة دون أن يدرك أن الذي يقف أمامهم على "الخشبة" يسخر بهم ومنهم إذ يبعهم رذيل الكلام تعت عنوان "مسرح" وهو في الحقيقة فن مغشوش. انه التلذذ بالجلد والتمتع "بالبخس".
إن هذه " الأعمال" التي تقدم باسم "الفن" تضع المدافعين عن الرأي وحرية التعبير في حرج كبير وما أتاه لطفي العبلي لا علاقة له بالفن وفروعه ولا يعدو أن يكون إلا عملا سمجا فيه اعتداء على "الذوق العام" بالمعنى الراقي للذوق.. أما "الذوق العام" الذي يجري تشكيله بهذه "اللوحات" التافهة السمجة لا يكون إلا "ذوقا وضيعا" يدل على "وعي رث".
يبدو أننا، نعيش منذ مدة، طفرة "الشعبوية" وتناميها ونحن نتألم اليوم من تبعاتها القاسية على الصعيد السياسي لكن أن تنحط أعمال تقول عن نفسها إنها "فنية" إلى هذه الدرجة من "الاسفاف الفني" فمعناه أنها اجتاحتنا بالكامل وشرعت في تخريب عقلنا ووجداننا وضميرنا وذوقنا. لقد زيفتنا الشعبوية حتى صار المرء يهتاج ضد نفسه طربا.
إن ما أقدم عليه لطفي العبدلي ليس اعتداء على الذوق الفني فقط بل هو اعتداء صارخ ومهين على مكاسب المرأة التونسية التي انخرطت في العمل السياسي في الصفوف المتقدمة ومآله الحد من هذا المكسب... يرشح كلامه عن "المرأة" رؤية تختزل المرأة في "جنسانية" مرضية رخيصة مقترنة بثيابها الداخلية وبأسلوب فج... هذه "الثقافة الرثة" التي يصر بعضهم على نشرها للإضحاك من شأنها أن تحجم المرأة اكثر فأكثر عن التعاطي السياسي خشية أن تكون ثيابها الداخلية "منشورة" على الملإ للسخرية والإضحاك... ولأن "نساء بلادي نساء ونصف" لن تفلح معهن هذه "الفنون الرثة" وسيكبر إصرارهن على المضي في درب المساواة وسيزهر نضالهن وتُقبر محاولات صدهن..
لا يصلني سياسيا بعبير موسي غير الخصومة وأرى في ما تقوله وتفعله كثيرا من العيوب.. لكنها عيوب لا تتعلق البتة بجنسها أو بثيابها الداخلية أو بعلاقاتها الحميمية.. والشماتة في الخصوم بالبذاءة لا تكون أبدا قيمة فنية... لكن يصلني برقي الفن ومتعة الجمالية، على ما ادعي، ألف سبب وسبب.