رئيس الحكومة هشام المشيشي أصبح في وضع لا يحسد عليه...في وضع من يجد نفسه بين "فكي كماشة" il est pris en tenailles والكماشة هي آلة تُنْزَعُ بها
رئيس الحكومة هشام المشيشي أصبح في وضع لا يحسد عليه...في وضع من يجد نفسه بين "فكي كماشة" il est pris en tenailles والكماشة هي آلة تُنْزَعُ بها المساميرُ ونحوُها أي بلغتنا العامية الكلّاب الكبير...فإما أن يبقى في فلك الرئيس الذي عينه وراهن عليه حتى يكون طيعا بين يديه في موقع كاتب الدولة للرئاسة أو الوزير الأول أو يرتمي في أحضان الحلف النهضاوي القلبي الكرامي( النهضة وقلب تونس والكرامة) أي الترويكا الجديدة الذي ستعمل حسب أصحابها على تحقيق الاستقرار في البرلمان وتشكيل أغلبية تسمح بمواصلة «مهام التأسيس» ومنها وضع المحكمة الدستورية وإصلاح النظام الانتخابي والإعلام وتحصين رئيس البرلمان من كل محاولة للإطاحة به ولمآرب أخرى غير معلنة ولكنها معلومة وتتعلّق أساسا بفرض أجندة على رئيس الحكومة من بينها التعيينات في المناصب العليا وإدخال تعديلات على فريقه الحكومي وفق مقترحات الثلاثي ووووو مقابل دعمه واسناده ضد كل محولات قرطاج لعرقلته أو للإطاحة به...
هامش المناورة أصبح ضيقا بالنسبة لرئيس الحكومة وهو الذي لم يختبر أغوار السياسة ومستنقعاتها الآسنة في ظل وضع متعفن على جميع الواجهات وغياب برنامج واضح للحد من النزيف الذي تحدّث عنه وسياسة اتصالية مبتورة زادت الأوضاع غموضا وقد تعمّق الهوّة بين القصبة وقرطاج...
في الأثناء البلاد تئنّ وتصيح " اني اغرق...أغرق...أغرق"...ولا من مجيب...