دفعت اليوم الدكتورة آمنة الرميلي ثمن حرية الفكر أصالة عن نفسها ونيابة عن كل الأحرار. إن الاعتداء عليها بحرق مكتبتها وكتبها لا يستهدف شخصها
مساندة:
دفعت اليوم الدكتورة آمنة الرميلي ثمن حرية الفكر أصالة عن نفسها ونيابة عن كل الأحرار. إن الاعتداء عليها بحرق مكتبتها وكتبها لا يستهدف شخصها إلا من جهة ما تمثله من شغف بالحرية وامتثال لنداء الفكر الذي يأبى القيود الثقيلة التي يحلو للبعض الإقامة فيها.. الفارق بيّن بين من يدافع عن الحرية بالفكرة الثاقبة والحجة المتينة وبين من يدافع عن قيوده بالحرق والنار والاغتيال والعنف... ليس جديدا علينا فعلهم، يعمدون إلى إرهاب المفكرين الأحرار لأنهم لا يملكون عليهم حجة يدفعون بها نقدا أو يبطلون بها قولا او يعارضون بها رأيا. إن الفكرة ليست أمرا مشاعا بين الناس، تولد الفكرة بالتأمل والمعاناة أما عود الكبريت فمتاح للجميع ولا يلتقطه إلا سفيه جاهل سافل. إن الجهل إذا اقترن بالتعصب يتحول نارا موقدة يمكن أن تشتعل في أي مكان... وللجهل ناس تغذيه وتستثمر فيه وتبذل في سبيله الرخيص للحصول على النفيس وتدفع في سبيله السذج والتفه المتعصبين للنيل من أحرار المثقفين...
هل يتصورون أنها، بعملهم هذا، ستكف عن التفكير لترضيتهم أو خوفا منهم واتقاء شرهم. إن المثقف الحر تحرقه الكلمة التي يكبتها في صدره وتؤلمه ولا تحرقه الكلمة التي يكتبها وينشرها ولا حتى ناركم التي تشعلونها بتعصبكم. إن صنيعكم هذا لن يحدث فيها غير الشفقة عليكم مما أصابكم لتعاود الكتابة وتجددها، بها تعاقبكم عسى تحرركم من القيود التي تكبلكم وتخلصكم من الداعشي الساكن فيكم. إن المفكر / المثقف الحر يفكر بنفسه ولا يفكر لنفسه والحرق لا يدينه بل يدينكم وله البقاء والخلود ولكم الفناء والذبول...
التعليقات