لن أردّ على الناس الذين يدافعون عن كادوريم باقتناع أو سذاجة أو جهل أو طيبة...هم أحرار في ذلك...رغم أن أصواتهم ليست ملكهم بل مصير وطن ومستقبل
لن أردّ على الناس الذين يدافعون عن كادوريم باقتناع أو سذاجة أو جهل أو طيبة...هم أحرار في ذلك...رغم أن أصواتهم ليست ملكهم بل مصير وطن ومستقبل أجيال...لكن سأرد فقط على المرتزقة المكلفين بمدح وتبييض وتجميل كل ما يفعله كادوريم...وقد تم إختيارهم ليشاركوا في حملة سخيفة للتأثير في الرأي العام...وتقديم كادوريم كمنقذ وفاعل خير وبطل والبديل المنتظر...وانتشروا في الوقت المناسب لتنفيذ المطلوب منهم عبر صفحات مختلفة وستاتيات مبرمجة...بعضها يتكرر حرفيا...!!!
وهذه الحملة تأتي في توقيت ذكي...حيث الناس محبطون من السياسيين وناقمون على الأحزاب ويائسون من الوضع...وهناك أحداث مختلفة بعضها تلقائية وأخرى مفتعلة...ساهمت في تهيئة هذا المناخ المناسب...ليخرج علينا كادوريم بثوب الحكيم والمنقذ والبطل والبديل المقترح...الذي يدعي رفضه ممارسة السياسة لكنه يقوم بحملة إنتخابية مبكرة ويستمتع بمناشدته للترشح...ويدعي التهرب من الأضواء لكن تحركاته في الجهات سيناريو جاهز وإخراج محبوك وكاميرا لا تفارقه...وشعار دعائي " سوف أبني تونس "...وتغيير في اللوك والخطاب والظهور...واستثمار في الفراغ الذي تركته الدولة...وفي فشل السياسيين...وفي إحباط ويأس الناس...وفي سوق فارغة تركها نبيل القروي...!!!
لست ضد العمل الخيري...وأعرف كثيرين يقدمون أضعاف ما يعطيه كادوريم بدون جعجعة وأضواء وتبجج...ربي يباركلهم...لكنني أخاف على وطني من ديمقراطية التسول وجمهورية الشحاتين...وأطالب الدولة المتخاذلة بأن تؤدي دورها الذي تخلت عنه...لفائدة تجار السياسة والأموال المشبوهة المجهولة المصدر...فحضروا حيث غابت وتاجروا حيث باعت ودفعوا حيث تخاذلت...وأصبحت القيمة ليست الكفاءة بل من يدفع أكثر...!!!
الدولة هي المجرمة التي جعلت التونسي رخيصا...الى درجة يمكن أن يحكمه أي شخص عنده زوز فرنك من مصدر مجهول...!!
