من الواضح أنّ قيس سعيد يريد رأس هشام المشيشي الذي انقلب عليه واتخذ وسادة برلمانية يتكئ عليها وحزاما حزبيا يسنده عند الحاجة خوفا من غوائل القصر...
رأس المشيشي في الميزان ،بقلم الاستاذ ابراهيم الوسلاتي
من الواضح أنّ قيس سعيد يريد رأس هشام المشيشي الذي انقلب عليه واتخذ وسادة برلمانية يتكئ عليها وحزاما حزبيا يسنده عند الحاجة خوفا من غوائل القصر...
فهو يعتبر أنّ التحوير الوزاري الذي أقصى الوزراء المحسوبين عليه لا يستند الى مقتضيات الدستور وخاصة الفصل 92 منه الذي ينص على ضرورة تمرير أي تعديل او تغيير على هيكلة الحكومة على مداولة مجلس الوزراء قبل الإعلان عنه وهو ما لم يتفطن اليه رئيس الحكومة الذي سارع بتدارك الأمر إثر اجتماع مجلس الأمن القومي وليلة عرض التحوير على الجلسة العامة للبرلمان الشيء الذي اعتبره رئيس الجمهورية مخالفا لمنطوق الفصل المذكور...
من جهة أخرى فانّ قيس سعيد يرى أنه ما كان على رئيس الحكومة عرض التحوير على البرلمان على اعتبار أنّ النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب الذي تمت وفقه اجراءات منح الثقة للوزراء المقترحين في التحوير الوزاري ليس قانونا من قوانين الدولة.
وبالتالي فحتى انسحاب الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات لن يحل الأزمة وفي غياب المحكمة الدستورية فان رئيس الجمهورية يعتبر نفسه الوحيد المأهّل لتأويل فصول الدستور الذي اختلف في قراءته فقهاء القانون...
لذلك وجد رئيس الحكومة نفسه في ورطة قد لا يخرج منه بسلام...فأهم مكونات الوسادة المتمثلة في حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي الذي يدفع به الى التصعيد قد تجد نفسها أمام خيار التضحية به مقابل اذابة الجليد مع رئيس الجمهورية اتقاء لصواريخه...ولكن بشروط منها بالأساس الاتفاق على مرشح جديد وإعادة تشكل الحزام السابق وتوسعته ليشمل بعض المغضوب عليهم من طرف قيس سعيد...
فما هي الأوراق الذي يمتلكها رئيس الحكومة لحلحلة الأزمة؟ فبدون اصدار أوامر تسمية الوزراء الجدد من طرف رئيس الجمهورية لا يمكنهم مباشرة مهامهم وحتى تعيين وزراء بالنيابة لن يفض الاشكال في ظل احتدام الأزمة الاقتصادية والاجتماعية...فهل سيرضخ لرئيس الجمهورية ويعدي النطر في التحوير برمته وهم امر يبدو مستبعدا للغاية لأنّه سيكون ضربا لمصداقيته أم سيذهب الى تفعيل ما يعبر عنه بالإجراءات المستحيلة وهم ما لن يغفره له رئيس الجمهورية...
وهل ما زالت ثقته كبيرة في مكونات الحزام والوسادة وخاصة في حركة النهضة ورئيسها الذي "يبيع القرد ويضحك على شاريه"...
الاستاذ ابراهيم الوسلاتي |