عندما تستشعر حركة النهضة الخطر على موقعها في الساحة الوطنية تبادر بإطلاق تحذيرات حول انقلابات مزعومة تحرّكها أطراف خارجية لا تريد، حسب زعمها، ...
عندما تستشعر حركة النهضة الخطر على موقعها في الساحة الوطنية تبادر بإطلاق تحذيرات حول انقلابات مزعومة تحرّكها أطراف خارجية لا تريد، حسب زعمها، الاستقرار لبلادنا...
وبحكم سيطرتها على مفاصل الاعلام العمومي وجزء كبير من الاعلام الخاص وتملّكها لمواقع وصفحات في الداخل والخارج وحشود من الذباب فهي تعمل على نشر هذه "الترهات" على أوسع نطاق على أساس أنّ الديمقراطية في خطر وتنصّب نفسها كحامية للمسار برمته، من ذلك أنّها دعت في بيان لها اليوم الثلاثاء "الى تشكيل جبهة وطنية للدفاع على المسار الديمقراطي والحقوق والحريات والوقوف سدا منيعا أمام كل مخططات الارتداد عن الخيار الديمقراطي وعن المكاسب التي حققتها الثورة في كل المجالات."
كما تعتبر كل خصم سياسي جدي عدوا لها وللثورة وللديمقراطية وتستعمل اذرعتها الإعلامية والسياسية للتهجم عليه... فرئيس الجمهورية قيس سعيد المنتخب ديمقراطيا والذي يحظى بأكبر نسبة ثقة بخلاف رئيسها يصبح انقلابيا والحزب الدستوري الحر الذي يتصدر نوايا التصويت يصبح لديها حزبا فاشيا ورئيسته عبير موسي خطرا على المسار برمته.
وبالرغم من أنّ التوانسة قد خبروها طيلة العشر سنوات الأخيرة فهي تجد في بعض الحزيبات وعدد من الأراذل المنتمين للمنظومة السابقة من يشتغل لديها بالمناولة لترويج خطابها ومحاولة زعزعة خصومها طمعا في فتات لا يسمن ولا يغني من جوع وفي مكافأة قد لا تأتي وهم ينسون أو يتناسون أنّ كلّ من ينخرط في أجندتها ويتحالف معها تكون نهايته الاندثار مهما كانت قوّته ولهم في نداء تونس خير دليل وبرهان.
ومن المفارقات العجيبة أنّ حركة النهضة التي أضافت لنفسها صفة جديدة لتصبح " حركة النهضة التونسية"، على أساس أنّها "تتونست" ولا علاقة لها بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، تتحدث في بيانها المذكور "عن المكاسب التي حققتها الثورة في كل المجالات" فعن أيّة مكاسب تتحدث والحال أنّ القاصي والداني يعرف جيدا أنّ السنوات الأخيرة شهدت تدميرا ممنهجا لمقومات الدولة وتفقيرا للشعب التونسي وتخريبا للاقتصاد الوطني وتفش غير مسبوق للفساد وتنام للخطاب التكفيري في عدد من المنابر ومنها البرلمان وارتفاعا في عدد ضحايا الإرهاب في صفوف المؤسستين الامنية والعسكرية والسياح الأجانب حتى اصبح التونسي محل شبهة أينما حلّ في الخارج....وتراجعا عن المكاسب والإنجازات التي تحقّقت في مجالي التعليم والصحة وفي الميدانين الاقتصادي والاجتماعي وارتدادا في حقوق المرأة والحريات الفردية...فللأرقام تدل على ذلك وتقارير المؤسسات الوطنية مثل البنك المركزي والمعهد الوطني للإحصاء والدولية تؤكّد هذا التقهقر المفزع.
هكذا إذا بعد شعار "الإسلام في خطر" ومن يقف في وجهها يعتبر قد حاد عن دين محمّد، ترفع الحركة اليوم شعار "الديمقراطية في خطر" وتنصّب نفسها الحامية للمسار الديمقراطي وكل من يعارضها هو خطر على الديمقراطية يجب التخلّص منه حماية للديمقراطية "الغنوشية" ...