مذ كنت طفلا وانا اعرف هذه الأسماء ، اسماء لاشخاص اعتقدنا أنهم بديل إيجابي عن واقع سلبي . كانوا يقدمون أنفسهم في جميع المنابر وحلقات الجامعة زعماء لغد
مذ كنت طفلا وانا اعرف هذه الأسماء ، اسماء لاشخاص اعتقدنا أنهم بديل إيجابي عن واقع سلبي . كانوا يقدمون أنفسهم في جميع المنابر وحلقات الجامعة زعماء لغد افضل ، منهم من اصطف يمينا ومنهم من اصطف يسارا ومنهم من بقي وسطا لكن الوجوه هي نفسها من الثمانينات وربما قبل ذلك من سبعينات القرن الماضي تزعموا حركاتهم او احزابهم وكانوا في الواجهة يبغون سلطة لم يمكنهم منها باني الدولة الحديثة الزعيم الحبيب بورقيبة فنقدوه ونقدوا الراي الواحد والحزب الواحد وزج بهم او ببعضهم في السجن بتُهمة السعي الى الاستحواذ على السلطة والتنظم السري طالبوا بالتداول على السلطة وبحكم ديمقراطي لا مجال فيه للاستبداد او التهميش والاقصاء...نقدوا الرؤساء الذين يبقون على عرش بلدانهم لا يتنحون الا اذا لحقتهم المنية ...وحدث ما حدث ذات يوم من ايام جانفي 2011 فوجدوا انفسهم وحدهم يحكمون وطنا ويديرون بلدا له سمعته في العالم ومكانته المتميزة رغم صغر حجمه.فهلل الجميع في الداخل والخارج ،،، لكن الوجوه هي نفسها ، وجوه تعود الى 40 سنة الى الوراء من كل العائلات السياسية .التقى جميعهم لممارسة السلطة التي كانوا طلابها من سنواااات واعتقد الناس ان الجنة آتية اليهم ولن يتعبوا للذهاب اليها. ظلوا هم انفسهم حكاما لأحزابهم فلا تداول ولا ديمقراطية فيما بينهم "فهو كما هو وكل شيء في مكانه". لم يرحموا أنفسهم ولم يرحموا وطنهم لم نر شيئا من شعاراتهم المرفوعة بل ظلوا يتخاصمون ويحيون معارك اديولوجية تخلص منها كل العالم ، معارك الهوية والماهية!!!! اما التنمية والتقدم فعليهما السلام.سعيتم الى الحكم واخذتموه ثم ماذا؟ في السياسة العبرة بالنتائج لا بالنوايا.