الدكتور حاتم الغزال : إختيار جنس المولود ...اصبحنا نمتلك مجموعة من الوسائل العلمية التي تمكننا من تحقيق هذه الرغبة بنسبة عالية جدا
إختيار جنس المولود كان على مدى التاريخ و لا يزال موضوعا يثير كثيرا من الفضول و يمثّل رغبة تتحول أحيانا إلى هوس عند بعض الأزواج.
إستعمل الناس عدة طرق لمحاولة التأثير على جنس الجنين و هي في أغلبها تعتمد على الخرافة و الدجل أكثر منه على الحقائق العلمية و لكننا اليوم بفضل تطور المعرفة بالأسباب اصبحنا نمتلك مجموعة من الوسائل العلمية التي تمكننا من تحقيق هذه الرغبة. بعض هذه الوسائل مخبري و ناجح بنسبة100% و لكنه يواجه إشكال أخلاقي يجعل منه مسموح في بعض الدول و خاصة الولايات المتحدة و ممنوع في دول أخرى و خاصة أوروبا الغربية. و البعض الآخر غير مخبري و لكن نتائجه غير مضمونة و لا توجد دراسات تؤكد جدواه.
○ الوسائل الغير مخبرية :
تعتمد هذه الوسائل على معطى علمي موثوق و هو أن الحيوان المنوي الذي يقوم بتلقيح البويضة هو المسؤول عن تحديد جنس الجنين فإن كان يحمل كروموسومY يكون الجنين ذكرا و ان كان يحمل كروموسومX يكون الجنين أنثى. و قد بيّنت عدة أبحاث أن الحيوان المنويX أكبر حجما و أكثر صلابة و مقاومة للظروف المحيطة به و لكنه أقل سرعة من الحيوان المنويY.
• إعتماد نظام غذائي معين للمرأة قبل الحمل بشهرين على الأقل يمكن أن يغير في نوعية الإفرازات التي ينتجها جهازها التناسلي و في درجة حموضتها و بالتالي يمكن تسهيل وصول الحيوانات المنوية الأسرع إلى البويضة مما ينتج عنه جنين ذكر أو الحيوانات المنوية الأكثر مقاومة و الاطول عمرا مما ينتج عنه جنين أنثى.
النظام الغذائي الأول يعتمد خاصة على الأملاح و اللحوم و الفواكه الجافة و الثاني يعتمد خاصة على الكالسيوم و الحليب و مشتقاته و السمك.
• بما أن الحيوانات المنويةX تعيش أكثر فإن الجماع كلما كان بعيدا عن ساعة الإباضة كما كان الحظ أكبر لوصولها من دون الحيوانات المنويةY التي تكون قد تلفت و بالعكس كلما كان قريبا من ساعة الإباضة كان حظ الحيوانات المنويةY أكبر لأنها الأسرع.
إعتماد هذه الوسائل لا يمكن ان يضمن نجاحها و لكنه قد يزيد بنسب مختلفة في فرصة الحصول على الجنس المرغوب فيه.
○ الوسائل المخبرية
• الفرز المخبري للحيوانات المنوية و يتم ذلك بواسطة جهاز يعتمد على فرز الكروموسومX الأكبر من الكروموسومY فنتحصل على مجموعتين من الحيوانات المنوية واحدةX و الثانيةY و يتم استعمال إحداهما حسب الرغبة للقيام بالتلقيح الصناعي.
هذه التقنية مستعملة على نطاق واسع في الولايات المتحدة و عدة دول أخرى و هي ممنوعة في اغلب الدول الأوروبية.
• مسح و تشخيص ما قبل الانغراسPGS-PGD تعتمد هذه التقنية على القيام بعملية طفل الأنبوب ثم سحب عينة من كل جنين متحصل عليه و تحليلها للتعرف على تكوينها الجيني. عادة نقوم بهذه التحاليل لاسباب طبية اخرى و لكننا في نفس العملية نتعرف على جنس الجنين و يمكن إختيار الجنين الذي سيقع غرسه في رحم الأم حسب جنسه. هذه العملية واسعة الإنتشار أيضا في الولايات المتحدة و شرق آسيا و الخليج و هي أيضا ممنوعة في أوروبا.
• تحليل كروموسومات الجنين عن طريق دم الأم في بداية الحمل. بداية من الاسبوع الثامن للحمل يمكن معرفة جنس الجنين بمجرد سحب دم الأم الحامل لكونه يحتوي على كميات ضئيلة من الحمض النووي للجنين. يقع إستعمال هذا التحليل لاغراض طبية و لكن التجاوزات واردة حيث تقوم الأم بالاجهاض الاختياري و هو مسموح به في اغلب دول العالم في بداية الحمل إذا كان جنس الجنين غير مطابق لرغبتها. المفارقة هي أن هذه الطريقة الأقل قبولا أخلاقيا أصبحت هي الأكثر إنتشارا في أوروبا بسبب منع الطرق الأخرى.
منقول عن الدكتور حاتم الغزال